الفصل التاسع
صدفة القدر
محمود-2017
عاد محمود إلي شقته بعد لقاءه القصير مع نور وداخله ألف تساؤل وألف عتاب وعراك داخلي لوم لنفسه علي ما حدث لنور في زواجها من مارك لوم علي ما رأه من وحدة وغربة حزن تكسو نظرات عيونها جالساً علي كرسي مكتبه مغمضاً عيونه في محاوله منه لوقف شلال أفكاره الذي لا ينضب ولا ينتهي
وكيف ينضب وعوادته الحياة برؤية نور
يفتح درج مكتبه ليمد يده داخل الدرج وكأنه يبحث عن شئ وضعه في هذا المكان منذ زمن تقع يديه علي علبة من القطيفه يخرجها من الدرج ويحتضها في حنين
يفتحها ليخرج منها سبحة بلون الازرق الصافي يحتضنها شارداً متذكراً ذلك اليوم الذي اعطته نور فيه تلك السبحة ورغم مرور السنين عليها لازالت تحتفظ برائحة زيت العود التي كانت تعشقه نور
يعود بعقله الي عام 2008
كانت جميلة كعادتها رقيقة كاالندي ورغم السهر للمذاكرة والاستعداد للامتحانات إلا أن شحوبها في تلك الفترة لم يزيدها إلا جمالا جمال روحها الذي لا يعرف أي شحوب بوجوده حبيبه.
كان كل يوم يسهران معاً علي الهاتف للمذاكرة حتي صلاة الفجر ثم ينام كل منهما ساعات قليلة ويستيقظوا كل منهما كان داعم للأخر وسند له كل منهم يسعي أن يصل الثاني إلي أعلي تقدير .
وفي أخر يوم من أيام الأمتحانات إتفقا علي الخروج سوياً ليذهبوا الي مكانهم المفضل تلك البقعة التي تعشقها قلوبهم في كورنيش الاسكندرية ، لتخرج نور من حقيبتها علبة قطيفة بإبتسامتها الطفولية محدثه اياه
عارفه ان انكل هيغيرك العربية أول لما تتخرج بتقدير وبما إني واثقه إنك اشطر مهندس في الدنيا وهتجيب أحسن تقدير قولت لازم اكون اول واحدة أجبلك هدية العربية من قبل ما تجي
يتحسس االسبحة الخشبيه المحملة برائحة العود و المسك التي تكاد تكون رائحه روحها تحمل المسك والعود من عشقها لهم .
8 سنوات مرت ولم تتغير فيهم رائحتها كما لم تتغير نور بضحكتها وجمالها حتي في وطأه ما تحمل من وجع داخلي يفوق حجم جسدها
وضع السبحة في جيبه محدثا نفسه لن تفارقيني بعد اليوم وكأنها جزء هارباً منه قررالإنضمام له اخيرا .
ينظر في ساعته ليجد أن الساعة أوشكت علي أذان العصر متذكراً موعده مع شقيقته ساره علي الغذاء وفي عقله زحمة من التساؤلات عن نور وإبنها وقلقه عليها فلقد فهم من حديثها إنها تعيش وحيدة مع إبنها والمربية
يصل إلي منزل شقيقته ساره لتفتح له إبنتها نور باب المنزل وتمد ذراعيها لكي تتعلق في أحضانه
خالوووو حبيبي
يحتضنها بحضن أب متشوق لرؤية ابنته حبيبة خالو
تنادي عليه بسعادة ….النهاردة عيد ميلادي يا خالو أوعي تكون نسيت الهدية بتاعتي
رافعا حقيبه الهدايا بين يديه … مقدرش انسي هدية نور القمر كل سنة وانتي طيبة يا حبيتي اتفضلي يا ستي العروسه الي كانت عجباكي .
تحضتنه الطفلة بفرحة شديدة مع قدوم سارة
ساره محتضنة شقيقها … إزيك يا حبيبي ربنا يخليك يا محمود أنت عارف إنها مجنناني من الصبح عاوزه خالو محمود اتصلي بيه يجي بقي .
مربتا علي رأسها …. نور بنتك إتولدت علي إيديا وأنا إلي أختارت إسمها دي بنتي يا سارة إلي قال الخال والد صدق فعلا ً.
سارة بابتسامة هادئة متنهدة …. أختارت إسمها علي اسم نور خطبيتك زمان فاكر بعد سفرها إنت صممت اني اتجوز من إكرم في أول اجازة ليك وكأنك يا حبيبي كنت خايف ليتكرر اللي حصل معاك ..عارفة إنك لسه بتحبها حتي لو مقولتش حتي لما إتجوزت من نادين الله يرحمها كنت فاهمة إنك …
محمود مقاطعاً سارة
أنا قابلتها امبارح والنهاردة..
ساره ناظره له بذهول وسعادة … شوفت مين .. شوفت نور ؟؟؟؟؟؟؟
محمود بنبرة هادئة محاولاً التأكد داخلياً أنه لم يكن يحلم … شوفتها صدفة مرتين .. مره النهاردة الصبح ومرة امبارح وأنا بجيب هدية نور بنتك .
ساره بنظرة متساءلة فضولية ولازلت نبرتها تحمل الروح الطفولية طيب هي عاملة إيه أحكلي أحكلي والله حست من دخلتك أنك فيك حاجة..
محمود متنهدا … إتجوزت وخلفت ولد اسمه محمود وإطلقت علشان طلع متجوزة واحد إبن كلب .
ساره بشهقة .. يا حبيتي يا نور شكلها إتبهدلت جامد أوي هي رجعت مصر .
لا نازلة إجازه تقريبا ..
ساره مبتسمة … طيب مش غريبة إن إبنها إسمه على إسمك .. أكيد مش صدفة ..
هي سمت إبنها علي اسمك وإنت سمت بنتي علي إسمها .
متنهدا بعقل فيها الكثير من الأفكار المتصارعة أكيد مش صدفة بس ملحقتش أعرف عنها أي حاجة سابتني وطلعت تجري لما المربية بتاعت إبنها بلغتها أن إبنها سخن .
ساره باستغراب .. يعني إنت عاوز تقنعني إنك مخدتش رقم موبيلها حتي.
محمود بنبرة يغلب عليها الألم :
لا ولا أعرف أي حاجة عنها كنا بنحكي ولسه هحكلها عن حياتي وفجأه مشيت ملحقتش أنا قلقان عليها اووي ….نور حب عمري يا سارة.
إنتي لسه قايلها أنا محبتش غيرها ولا هعرف أحب غيرها
ساره بنبره حانية إلي جمعك بيها مرتين صدفة قادر يا حبيبي يجمعكوا من تاني مين عارف اللي جاي بكرة ايه .
وترفع يديها الي السماء داعيه الله
يا رب يا خالق الخلق يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمع بين محمود ونور من تاني وطيب قلوبهم عن الوجع والألم ) .
محتضنه اخيها متخفش يا حبيبي خير والله .
يقطع حديثهم دخول أكرم من عمله كطبيب طوارئ
حبيبي يا محمود إزيك يا ابو نسب وحشني والله.
إزيك يا أكرم إيه يا عم مش قولت إنك النهاردة أجازة
أكرم … أعمل اية بقي إنت عارف الطوارئ وسنينها زميلي أعتذر وأنا لبست مكانه .
ساره محتضنة زوجها إزيك يا حبيي حمدلله علي سلامتك نور جوة في الاوضة بتلعب إستني أناديهالك دي كانت زعلانة وفاكرة إنك هتبات في الشغل قعدت تقول بابا مش هيحضر عيد ميلادي
أكرم مصفقا بيديه … تقريبا دا كان نداء القدرإني أنزل النهاردة مش هتصدقوا أنا شوفت مين ..
ساره بتلهف : مين يا أكرم أحكلي
.
ليأتي رده ليعيد الأمل لمحمود مره أخري … نور وإبنها .
محمود صارخاً بتقول مين نور بجد .
اه مش قولتلك دا زي مايكون نداء القدر أول لما وصلت المستشفى الصبح لاقتها داخله عليا منهاره بإبنها تصدق يا محمود أن إبنها إسمه محمود برضه ..
ساره بشهقة سعادة .. سبحان الله يا رب دي زي ما تكون مرسومة.
محمود مقاطعا كلامها … طيب طمني علي إبنها هو كويس حرارته نزلت .
أكرم بإندهاش إنت عرفت منين أن إبنها سخن هو فعلا سخن .
قابلتها صدفة إمبارح والنهاردة وفي وسط كلامنا جالها مكالمة إن إبنها سخن جامد وطلعت تجري معرفتش حتي أخد رقم موبيلها .
لتظهر علي وجه أكرم علامات الدهشة حاجه غريبة جدا … هي كمان اتفجئت لما شافتني كان بتعيط وخايفة.
مخضوضة علي إبنها الولد جاله فيروس ضرب حرارته فجأه ل 41
محمود وقد كست وجهه أمارات القلق … طيب والولد عامل إيه دلوقتي .
أكرم محالة طمئنته … أدناله خافض حرارة واتحجز في المستشفي لحد بليل
محمود بنبرة تحمل خوف وشوق … أنا نازل رايحلها مش هينفع أسيبها .
أكرم منبهبا له أكيد جوزها او أهلها هيبقوا معاها .
نور وفي هو في طريقه للنزول نور إتطلقت من وهي حامل في إبنها وهنا في مصر لوحدها هحكيلك بعدين .
وذهب محمود مسرعاً ليكون بجوار نور..
في داخل المستشفي يدخل محمود مسرعاً الي إستقبال المستشفي ليسأل عن رقم الغرفة التي أخبره بها أكرم المحجوز بها الطفل إبن نور .
غرفة 408 من فضلك بإسم الطفل محمود مارك .
موظف الاستقبال: الدور الرابع يا أفندم علي ايدك اليمين .
يصعد محمود إلي غرفة الطفل يدق االباب ليسمع صوت نور من الداخل برقته أدخل
يدلف محمود إلي الغرفة .
نور بابتسامه ذهول …محمود
محمود بنبرته الهادئة .. حمدلله علي سلامة إبنك يا نور .
وبإبتسامة روح ردت الي الحياة رسمت علي شفتيها :الله يسلمك شكراً إنك جيت أنا شوفت أكرم الصبح بس معرفتوش بيا كان كل في عقلي إبني .
مقتربا منها هامسا … لينا نصيب نتقابل تاني يا نور .
ولازلت تلك الابتسامة علي شفتيها .. أه شوفت تالت مرة في يومين .
زي ما يكون القدر خلاكي تختاري المستشفي دي علشان أكرم الي يكشف علي إبنك .
مقاطعه حديثه … دي جنب بيتي أنا ساكنة في العمارة للي جنبها
محمود مستغربا .. مرجعتيش بيتك القديم ليه ..
البيت بقي فاضي بابا وماما مش بينزلوا مصر بقالهم سنين من يوم ما أتقفل متفتحش تاني ومارك للأسف بينزل مصر كتير ورايا وعارف مكان البيت القديم أخدت شقة صغيرة هنا وبنزل فيها علي طول .
متنهدا وطياته صوته تحمل الشوق والحنين وحشني بيتكوا أوي يا نور وأنكل وطنط كمان وحشوني بس عارفه إيه أكتر حاجه وحشتني … إنتي يا نور .
نور بإبتسامة تحمل بين طياتها الكسوف الطفولي الذي لم يفارقها ابداً
شكراً يا محمود.
يتجه محمود بنظره إلي محمود الصغير أبن نور .
إبنك شبهك أوي يا نور زي ما يكون نسخة صغيرة منك .
تبتسم علي كلماته: كل للي بيشوفه مش بيصدق أن ابوه إنجليزي كأنه أخد جيناتي أنا بس
بإبتساه شوق ترس بين عينيه ؟؟؟أخد طيبة وجمال قلبك أكيد
يقطع كلامهم دخول الممرضة إلي الغرفة للاطمئنان علي الطفل وبعد قيساها حرارة الطفل
تتوجه بالحديث إلي محمود إبن حضرتك الحمدلله حالته دلوقتي مستقرة ممكن يروح بليل بإذن الله ..
محمود مرتبكاً وشارداً وفي نفس اللحظة يشعر بأن الدموع تكاد تخرج من بين مقليته وشعر للحظة أنه لم يحدث شيئاً مما سبق وأنه قد تزوج نور فعلاً ومحمود إبنه منها .. كم أتمني أن يكون إبني فعلاً محدثا نفسه …
تقطع نور حبل افكاره محاولة إصلاح الموقف محدثة الممرضة شكراً لكي
دكتور أكرم كتب ليا كل الادوية الازمة هل في أي زياده فيها .
الممرضة : لا.. الدكتور أكرم عاوز يشوفه كمان تلات ايام ورقمه علي الروشتة تابعي معاه .
نور بإيتسامة شكراً ليكي
محمود مبتسماً : شوفتي يا نور الممرضة أفتكرت محمود إبني يا ريته كان إبني بجد يا نور .
نور بنبرة تحمل معاني الألم والشوق :ربنا يخلي ليك ولادك ومراتك يا محمود ..
في تلك اللحظة يتذكر محمود أنه لم يحكي لها أي شئ عنه ولا عن حياته منذ فراقهم .
يستفيق من شروده … أنا معنديش أولاد يا نور ربنا مأرداش أنه يكونلي اطفال …
بايتسماتها المعهودة … ربنا يرزقك إنت ومراتك .
تأتي كلماته لتهدي من تساؤلاتها الداخلية .. نادين مراتي الله يرحمها يا نور إتجوزنا سنة واحدة وإتوفت لو عندك وقت ممكن أحكيلك .
نور بإبتسامة هادئه الله يرحمها يا رب ويغفرها ويصبرك … أه أنا عندي وقت انا هفضل مع محمود لحد بليل وبعدين أخده ونروح البيت ..
مقتربا بكرسيه منها : خلاص يبقي أنا هفضل معاكي يا نور .
مش عارفة أقولك إيه وقتك كدا هيروح معايا .
محمود بنتهيدة تحمل بين طياتها أوجاع الفراق : يا ريت وقتي كله يروح معاكي يا نور .
نور بإبتسامه كسوف : طيب إحكلي عن حياتك .
محمود يبدأ ما سرد ما مضي دون نور .
بعد ما إنتي سافرتي وأنا سافرت السعودية حطت كل همي في الشغل يا نور بقت بعمل كل حاجة علشان أروح البيت أنام من التعب علشان مفكرش فيكي وفضلت علي الحال دا سنتين منزلتش فيهم مصر غير مره واحدة علشان أحضر فرح ساره وأكرم في الوقت دا ظهرت نادين الله يرحمها نادين كانت بنت شريكي في المكتب السعودي بنت زي القمر صافية وطيبة وحيدة ابوها والدتها اتوفت من فتره ومكنش ليه في الدنيا إلا هي قربت مني بس كنا كأصدقاء بس .
وفي يوم لاقت شريكي جاي يتكلم معايا أن خايف علي نادين نادين كان عندها مشاكل في القلب عيب خلقي في القلب خايف عليها وعاوز يطمن عليها وأنه بيطلب مني إني أتجوزها علشان يكون مطمن عليها لو حصله أي حاجة.
في البداية رفضت الفكرة تماماً أنا كنت رافض فكره الجواز يا نور سواء نادين او غيرها .
مقاطعه حديثه في نبره استفهام .. وواقفت ليه بعد كدا وإتجوزتها
يتنهد محمود مسترجعاً الموقف
بعد مرور شهر ونص تقريبا علي كلام شريكي معايا في موضوع جوازي من بنته عمل حادثة كبيرة وفي أول زياره ليه طلب كرر طلبه تاني …
في داخل غرفة العناية المركزة بإحدي االمستشفيات الكبري بالسعودية شريكه راقدا وسط مجموعة من الأسلاك والخراطيم التي تمده بالحياة المؤقتة وفي وسط رائحة الموت المنتشرة يتحدث له بصوت ضعيف :
محمود أرجوك يا إبني إتجوز نادين بنتي ملهاش غيري مافيش أهل ولا حد باقي ليها وهي مريضة صدمة فقدانها ليا مش هتكون سهله أبدا …يا بني ريح قلبي مافيش وقت .
.
محمود ودموعه لا تفارقه :حضرتك تقوم بالسلامة وأنا اعملك كل اللي إنت عاوزه .
.
ليرد عليه بصوت أقرب الي صوت الموت أنا مش هقوم منها أنا حلمت بإم نادين بتنادني كتير هي وحشتني اوي أنا هروحلها ..
.
وهنا جاءت مواقفته :أنا موافق أتجوز نادين ..
وأصر شريكه ان يطلب المأذون في المستشفي ليعقد القران في تلك الليلة ولم يكن أمام محمود ألا أن يوافق علي مطلبه في ساعته الاخيرة …
يخرج محمود من غرفة العناية المركزة ليجد نادين في غرفة الإستقبال باكية بلا توقف علي والداها يمسك يديها في حنان وكأنها اصبحت عهدته لا بإسم الحب ولكن بإسم الواجب وكانه يحاول مدواه وجعه وفراقه لنور بتقديم الراحة لقلب اخر .
محمود بصوت مكتوم … نادين … والدك طلب مني أجيب المأذون وهنكتب كتابنا دلوقتي .
نادين تنظر له في حالة ذهول ومن وسط دموعها تتحدث بتقول إيه كتب كتاب مين .
محاولا إحتواء الموقف .. أنا طلبت إيديك من والدك قبل الحادثة يا نادين ودي رغبته أننا نتجوز .
نادين ولازال الذهول يحاوط عقلها
تعالي معايا ندخل لبابا
ومن جديد في داخل غرفة العناية المركزة
نادين محاوله مقاومة خوفها من فقدان أبيها بابا إنت ليه طلبت من محمود يجيب المأذون ويكتب كتابي هنا .
ليأتي رده من بين اجهزه الحياة بصوت ضعيف :إسمعي الكلام يا نادين ويكمل حديثه موجهاَ إياه إلي محمود
محمود روح هات المأذون بسرعة نادين جهزي نفسك هتروحي مع محمود بيته الليلة … الليلة هتبقي مراته ..
وتسود حالة صمت وشلال دموع من نادين ومحمود فكل منهما يعلم انه لم يتبقي فعلا سوي ساعات قليلة علي رحيل والداها .
بعد ساعة
كان الماذون جالسا بجوار سرير الشريك يعقد قران نادين ومحمود في وسط دموع وعيون الأب لا تفارق إبنته .
وبعد إنتهاء كتب الكتاب طلب الأب من نادين أن تذهب إلي بيت محمود .
نادين يا بنتي روحي مع جوزك وبكرة الصبح تعالي …..إفرحي يا بنتي بفرحك عارف إنك زي زي كل بنت كان نفسك تلبسي فستان أبيض بس معلش الظروف جت كدا .
تقبل نادين يد والدها في وسط دموع لا تتوقف هلبسه لما تقوم بالسلامة يا حبيبي .
يكمل الأب حديثه : محمود خد بالك من نادين حطها في عنيك كل الشركة هتبقي تحت ادارتك نادين متعرفش اي حاجة في الشغل راعي ربنا فيها يا إبني بنتي أمانه عندك .
يخرج محمود ونادين من المستشفي متوجهين الي منزل محمود حسب رغبة والدها وطبقا إنها أصبحت زوجته
تدخل نادين منزل محمود لأول مرة في حياتها
لم يتحدث أحد منهما في أي شئ نادين لم تتوقف عن البكاء طوال الليل منتظرة الصباح لتعود الي المستشفي لتكون بجوار والدها لم تتذوق إلا كوب من العصير أحضره لها محمود لتنام في أحضانه مثل الطفلة من كثرة البكاء والتعب علي الأريكة علي غرفة المعيشة.
ليستيقظا علي ضوء الشمس السابعة صباحاً ويتوجها الي المستشفي
ليجدوا الطبيب خارجاً من غرفة العناية المركزة في حالة ضيق شديدة وقبل أن يسأله محمود قد فطن الي الاجابة وان والد نادين قد فارق الحياة وتأتي كلمات الطبيب لتاكد له ما وصله :
البقاء لله شدوا حيلكوا عملنا كل اللي نقدر عليه بس أمر الله نفذ .
تصرخ نادين بابااااااا وتسقط مغشياً عليها .
بعد إجراءات العزاء والدفن تعود نادين إلي منزل محمود .
وكأن روحها مربوطة بروح والدها تظل لمده عام كامل بين علاج لمشاكل قلبها ، لتلحق بجوار والدها ووالدتها بعد عام واحد من زواجها بمحمود ..
ويصبح محمود ارملا
………………………………………………………………………………..
يتنهي محمود من سرد ما مضي .. بس يا نور هي دي حكايتي من يوم ما سبتك لحد النهاردة بعد وفاة نادين الله يرحمها رجعت حياتي كلها شغل وبس .
نور : الله يرحمها وجعت قلبي يا محمود عليها
تخرج كلمات محمود دون إراده منه وكأنها أخيرا وجدت طريقاَ للخروج لي الحياة : نور أنا مبطلتش ثانيه افكر فيكي
يفيق الطفل محمود الصغير من نومه لينادي
ماما نور …
نهاية الحلقة التاسعة
# رواية_نور_ الروح
# الكاتبة_نور _البشرى
متنسوش فوت للحلقة وكومنت بدعوة حلوة منكم وفولو للاكونت علشان يوصل ليكم كل جديد ..